بعض مساهمات رجال البحر في نشأة الأرصاد الجوية الحديثة
لقد أصبحت نشرات الأرصاد الجوية تكتسي أهمية
كبيرة ليس فقط في مجال السلامة بل و في مزاولة العديد من الأنشطة الإقتصادية
(الفلاحة، الملاحة الجوية و البحرية،السياحة و الرحلات، الصيد البحري،...) و لدى
الكثير من شرائح المجتمع. هذا بفضل المصداقية و الدقة التي بلغتها التوقعات التي
تصدرها مصالح الأرصاد الجوية. و قد ساهم في ذلك إعتماد هذه المصالح على وسائل جد
متطورة كالرادارات، الأقمار الإصطناعية، محطات أوتوماتيكية، حواسيب عملاقة، إضافة
اعتمادها على كفاءات بشرية ذات تكوين عال. لكن الكثير من الناس يجهلون تاريخ
الأرصاد الجوية و كيفية نشأتها لتصبح علما قائما على أسس علمية و يحظى بمكانة وسط
العلوم الأخرى. و الحقيقة التي يجهلها أغلب الناس و التي لا يجادل في صحتها أحد هي
أن الأرصاد الجوية بدأت على سطح البحار و المحيطات و بمساهمة كبيرة من رجال البحر
أواسط القرن التاسع عشر. لكن كيف تم ذلك؟
و ما هي المراحل و الأحداث المهمة التي أدت إلى ذلك؟ و من هم بعض أولئك
البحارة الكبار الذين و ضعوا بصماتهم في تاريخ الأرصاد الجوية الحديثة؟ تلك هي بعض
من الأسئلة التي سيحاول هذا المقال الإجابة عنها بطريقة مختصرة.