شهدت مجموعة من الشواطئ المغربية على امتداد الأسابيع الماضية أحداث غرق مميتة، حولت فرحة الأسر الطامحة إلى قضاء عطلة الصيف وتغيير الأجواء والاستمتاع بالسباحة إلى أتراح وأحزان ستبقى محفورة في ذاكرة أفرادها مدى الحياة.
شواطئ مدينة طنجة الممتدة على الساحلين الأطلسي والمتوسطي عرفت تسجيل حالات غرق عديدة، إذ لا يكاد يمر يوم دون أن يسمع سكان المنطقة عن حالة غرق جديدة، أغلبها تسفر عن وفيات تملأ المكان حزنا وهما على ضحايا البحر وغدره.
أحمد، شاب في مقتبل العمر، ذهب في خرجة مع أبناء حيه للاستمتاع بالبحر كالعادة خلال فصل الصيف، لكنه عاد جثة هامدة إلى أسرته بالمدينة القديمة في طنجة، تاركا والديه وأخواته في حالة حزن عميق، يشاركهم فيه كافة الجيران وسكان الحي المعروف بعلاقة أبنائه التاريخية مع البحر.
الشاب الطنجاوي كان يسبح رفقة أبناء حيه بشاطئ مرقالة، قبل أن يقوده التهور والجرأة الزائدة إلى الدخول في مغامرة غير محسوبة، كلفته حياته، وفق إفادة رفاقه لأفراد أسرته، إذ إن تيارا أفقده السيطرة وجعله رقما إضافيا ضمن قائمة ضحاياه الطويلة.
مأساة غرق الشاب الطنجاوي ليست إلا واحدة من بين عشرات الغرقى الذين ينتزعهم البحر سنويا من بين أصحابهم وذويهم، في حوادث متكررة تخلف مآسٍ داخل البيوت والأسر التي اكتوت بنار هذا النوع من الفَقْد المؤلم، الذي تبقى المدن الساحلية شاهدة عليه.
ومع توالي سقوط الضحايا بشكل سنوي تثار تساؤلات كثيرة حول مسؤولية السلطات في الأحداث التي تقع في الغالب بشواطئ وعرة تمنع السباحة فيها، الأمر الذي يحمل الجزء الأكبر من المسؤولية إلى المواطنين والمصطافين الذين يتجاهلون علامات التشوير الواضحة ويدخلون في لعبة غير محسوبة العواقب مع البحر.
وتفيد أحداث الغرق التي يتناقلها نشطاء ورواد مواقع التواصل الاجتماعي بأن الأمر يرتبط أساسا بالشواطئ المصنفة في خانة “خطر”، وتسجل فيها سنويا أكبر نسبة من حالات الغرق، نظرا لتميزها بالعمق والتدرجات الحادة والتيارات المائية غير المرئية.
وتطالب الكثير من الفعاليات المدنية مع نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي بتكثيف جهود المراقبة والصرامة في تنفيذها بالمناطق المحظورة، فضلا عن تعزيز تواجد فرق الإنقاذ بالشواطئ من أجل المساعدة على تقليل حجم هذه الحوادث والمآسي.
المصدر موقع هسبريس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق