تواجه مجموعة من شواطئ المغرب مخاطر ارتفاع مستويات البحر والتآكل في افق 2100 في ظل التغيرات المناخية والممارسات البشرية الخاطئة. وذلك وفق ما كشفه تقرير نشره موقع الاستشارات السياحية “HawaiianIslands”، استنادا إلى بيانات مؤسسات دولية.
وركز التقرير على خمسة شواطئ مغربية تتموقع ضمن تصنيف يضم 16 شاطئا تعد من الأبرز على المستوى السياحي بالقارة الإفريقية. يتقدمها شاطئ تغازوت بأكادير الذي حل رابعا في التصنيف، والذي من المتوقع ان يخسر 172.4 مترا بحلول عام 2100، فيما حل شاطئ الصويرة، في المرتبة السابعى على القائمة والذي سيتراجع وفق ذات التوقعات بمقدار 135.4 مترا، ثم شاطئ سيدي بوزيد الذي سيتقلص بمقدار 113.8 مترا، وشاطئ طنجة الذي صنف في المركز الرابع عشر بمقدار تراجع في حدود 73.5 مترا، ثم شاطئ السعيدية في المركز الـ15 والأخير في القائمة بمقدار 69.4 متر.
ودقّ المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي في المغرب، في رأي أصدره، في وقت سابق ناقوس الخطر بخصوص تآكل السواحل، مقدّراً الكلفة الإجمالية لذلك بنحو 2.5 مليار درهم مغربي (نحو 228 مليون دولار أميركي) سنوياً، وهو ما يعادل 0.27%من الناتج الداخلي الإجمالي. فيما أكد لمجلس ، بأنّ الساحل يواجه مخاطر ناجمة عن تغيّر المناخ، شارحاً أنّ من شأن هذه المخاطر أن تزيد من حدّة المشكلات القائمة وتخلق مخاطر جديدة لها انعكاسات لا يُستهان بها على الدينامية العمرانية بالمناطق الساحلية. إذ ذكر المجلس أنّ من المخاطر ارتفاع مستوى سطح البحر ما بين 29 و82 سنتيمتراً بحلول نهاية القرن الواحد والعشرين، وارتفاع أكبر في مستوى الأمواج ووتيرتها، بالإضافة إلى ارتفاع درجة حرارة المحيطات وتحمّضها.
كما تندرج من ضمن هذه المخاطر التغيّرات في التيارات البحرية، وتسارع وتيرة تراجع بعض الأجزاء من الساحل، وزيادة وتيرة الغمر البحري، وتضرّر الشرائط الكثبانية ومنشآت الحماية، إلى جانب تدهور النظم البيئية البحرية والساحلية. خصوصا وأن المناطق الساحلية تتعرّض لأشكال متعدّدة من الضغط، الأمر الذي يتسبّب في ظواهر عديدة مثيرة للقلق، من قبيل التلوّث والمضاربة العقارية والتوسّع العمراني غير المتحكم فيه، “وكلها عوامل تساهم في تدهور النظم البيئية الساحلية وتؤثّر سلباً على جودة حياة السكان ورفاههم”.
ودق البنك الدولي ناقوس القلق من خلال دراسة أعدها حول الموضوع في وقت سابق ، مؤكدا أن معدل تآكل المناطق الساحلية في المغرب بلغ نحو 12 سنتمترا سنويا، على الجانب المواجه للمحيط الأطلسي، وبمعدل 14 سنتمترا على ساحل البحر الأبيض المتوسط. كما خلصت الدراسة إلى أن الشواطئ في منطقة المغرب العربي قد تعرضت للتآكل بمعدل 15 سنتيمترا في المتوسط سنويا من عام 1982 إلى عام 2016، وهو المعدل الذي يفوق ضعف المتوسط العالمي الذي يبلغ 7 سنتيمترات سنويا.
وبالعود إلى التقرير الذي نشره موقع الاستشارات السياحية “HawaiianIslands”، فقد نبه التقرير الحكومات المعنية بالسواحل والشواطئ المهددة بخطر التآكل بأن “التخفيضات المعتدلة لغازات الدفيئة يمكن أن تمنع 40 في المائة من تراجع الخط الساحلي”، ليخلص في الآخير إلى أن “الرسالة الموجهة إلى القوى المعنية هي عدم التردد في العمل ضد ارتفاع الاحتباس الحراري”.
المصدر: موقع البحرنيوز
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق