من شأن الاحترار العالمي أن يؤدي إلى تدهور الشبكات الغذائية في المحيطات، ومن ثم التسبب في انهيارها، وذلك وفقًا لما أظهرته تجارب استُخدمت فيها أحواض سمك عملاقة، لمحاكاة المياه الساحلية في أستراليا.
طوّر إيفان ناجيلكيركن -من جامعة أديليد في أستراليا- وزملاؤه نموذجًا لمنظومة إيكولوجية بحرية في مجموعة من الأحواض، سعة كل منها 1800 لتر، وتضم مختلف أنواع الكائنات، بدايةً من الطحالب، وصولًا إلى اللافقريات والأسماك، ثم زاد فريق العمل من نسبة الحموضة ودرجة الحرارة في تلك الأحواض بما يعكس الظروف البيئية المتوقعة في نهاية القرن الواحد والعشرين.
وقد وجد الباحثون أن ظاهرة التحمض وحدها لم تؤدِ إلى تغير ملحوظ في تركيب الشبكة الغذائية وأدائها، ولكن في المقابل، أدى ارتفاع درجة حرارة المياه إلى تعزيز إنتاجية أشكال الحياة المعتمدة على البناء الضوئي، الواقعة في قاع السلسلة الغذائية، وزيادة كتلتها الحيوية، مما أدى إلى إلحاق الضرر بالرخويات وغيرها من الكائنات الحية التي تتغذى على تلك المخلوقات المنتجة، التي تشغل المستوى الأدنى من السلسلة.
كانت هذه الأنماط أكثر وضوحًا في الشبكات الغذائية المعرضة لكل من الاحترار و التحمض. فقد تبين أن الأسماك واللافقاريات المفترسة كانت قادرة نسبيًّا على التكيّف مع تلك التغيرات.
ونَبَّه الباحثون -في الوقت نفسه- إلى أن التجارب التي أجروها استمرت لفترة أربعة أو خمسة أشهر فقط، وأنه في نهاية المطاف، من شأن التغيرات التي تحدث على المدى الأطول الإضرار بالأنواع الحية التي توجد في قمة الشبكة الغذائية.
المصدر: مجلة Nature بالعربية.
المقال الاصلي بالإنجليزية: الرابط
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق