حذر باحثون مختصون بالطقس من احتمال وجود صلة بين ظاهرة الاحتباس الحراري والأمواج العاتية في المحيط الأطلسي
ويقول العلماء إن درجات الحرارة إذا استمرت بالارتفاع في نفس المعدل قد تؤدي إلى تهديد المناطق الساحلية في شمال القارة الأوروبية.
وقد ازداد معدل ارتفاع الموج في الشتاء في شمال شرقي المحيط الأطلسي نحو متر واحد خلال الثلاثين سنة الأخيرة. وستستمر الظروف الجوية العاصفة لفترة أطول.
وينقسم العلماء حول إذا كانت تلك التحولات في مياه المحيط سببها التغيرات الجوية أم انبعاث الغازات المضرة بالبيئة والتي يسببها البشر.
لكن الخبراء الألمان يعتقدون إن النشاط الإنساني عامل مهم في هذا المجال.
ويحذر هؤلاء الأخيرون من أنه اذا استمر التغير الحالي على معدله فإن من المرجح ان يزداد هيجان مياه البحار، مما يعرض للخطر المناطق الساحلية والموارد البحرية.
وقال إنجو جريفيمير من جامعة بريمن الألمانية لـ بي بي سي أونلاين إن المعطيات المتوفرة لديهم تشير إلى وجود صلة بين أمواج البحر العاتية وارتفاع حرارة الهواء.
.ويضيف أن تلك المعلومات تؤكد أنه كلما ارتفعت درجة حرارة الجو ارتفعت معها أمواج البحر
اهتزاز الأرض
وقد استنتجت الأدلة الجديدة من رصد الحركة الدقيقة للأرض بالارتباط مع أمواج المحيط والمناطق الساحلية
يذكر ان الاهتزاز الدقيق للأرض يسجل بصورة روتينية في أنحاء العالم منذ القرن التاسع عشر كجزء من رصد الزلازل
وأتاح هذا السجل للعلماء الالمان العودة إلى عام أربعة وخمسين من القرن الماضي قبل أن يبدأ القياس المباشر لارتفاع الموج
ونتيجة لذلك توصلوا إلى أن الفترة بين عام أربعة وخمسين وسبعينيات القرن الماضي شهدت أمواجا عاتية بمعدل سبعة أيام من كل شهر
لكن الرقم تضاعف ليصل إلى أربعة عشر يوما ما بين السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي، وظل على هذا المعدل
وفي مجلة نيتشر العلمية كتب إنجو جريفيمير وزملاؤه إن الزيادة في ارتفاع الأمواج شمال شرقي الأطلسي يوزاي الزيادة في درجة الحرارة. ويربطون ذلك أيضا بتأثير انبعاث الغازات الضارة.
غير ان عددا آخر من العلماء يبدون أكثر حذرا. وفي هذا السياق يقول ديفيد وولف من مركز دراسة المحيطات في بريطانيا إن الكل يعلم أن الأمواج تزداد ارتفاعا لكننا لا نعرف إن كان لذلك علاقة بالاحتباس الحراري.
تذبذب المحيطات
ويضيف إن هناك تأثيرا على ارتفاع الأمواج من قبل ما يسمى بظاهرة تذبذب شمال المحيط الاطلسي التي جلبت لأوروبا شتاءات رطبة وعاصفة في أعلى مراحلها، وشتاءات باردة في مراحلها المنخفضة.
وقال وولف لـ بي بي سي أونلاين إن مؤشر تذبذب شمال المحيط الاطلسي أخذ بالارتفاع والانخفاض على مدى مئة وخمسين سنة
ويؤكد أن المؤشر يتحرك دون تأثير انبعاث الغازات، مضيفا أنه ليس من الواضح إن كان الاتجاه الطقسي الحالي مرتبط بنشاطات إنسانية أم بتحولات طبيعية.
المصدر: موقع البي بي سي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق